" مفهوم الجوع النفسي "
لا ينتج الجوع النفسي عن حاجة الجسم إلى تناول الطعام التي تظهر نتيجة للشعور بآلام الجوع في المعدة ، أو لحاجة الإنسان للبقاء ، ولكنه ينتج عن العلاقة العاطفية الموجودة بين الشخص والطعام .
فالجوع النفسي يتمثل في رغبة الشخص في تناول الطعام دون وجود حاجة جسدية لتناول الطعام ؛ فهو في أغلب الأوقات يكون مرتبطًا بالعاطفة ، والأحداث اليومية ، كما أنه في الكثير من الأحيان يتبع تناول الطعام في الوجبات الرئيسة .
علاقة الإنسان النفسية بالطعام علاقة معقدة للغاية ، ومن الممكن تجاهل الرغبة في تناول الطعام دون الحاجة إليه لاختفاء الأثر .
ويُمكن التغلب على ظاهرة الجوع العاطفي من خلال تغيير بعض العادات الغذائية اليومية ، كما يُمكنك أيضًا تحسين حالاتك النفسية ، وتقوية صحتك النفسية من خلال الانشغال بالكثير من العادات السليمة ، والحياة الاجتماعية السوية .
(( أنواع الجوع النفسي ))
" الرغبة الشديدة "
يشعر الفرد بالرغبة الشديدة في تناول الطعام بالرغم من كونه ليس جائعًا ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو رؤية برامج الطبخ في التلفاز ؛ الأمر الذي يُذكرك بالطعام الذي تشتهيه ، وتحبه .
من الأمثلة الأخرى أيضًا هي تناول وجبة الإفطار ، مع وجود مساحة صغيرة من الفراغ ، ومن ثم البحث عن نوع محدد من الطعام ، وفي هذه الحالة يعرف الفرد ماذا يُريد أن يتناول بشكل تفصيلي ، ويُريد أن يستمتع بنكهة مُعينة من الطعام يجب تلبيتها ؛ لأن تناول أي نكهة أخرى غير مرضية تؤدي إلى تناول الطعام بكميات مفرطة .
" الجوع الاجتماعي "
الجوع الاجتماعي هو نوع آخر من الجوع النفسي ، وهو من أبرز أنواعه فدائمًا ما يظهر هذا النوع من الجوع في التجمعات ، والحفلات التي تجمع الفرد مع العائلة مثل حفلات التخرج ، ومع الأصدقاء ؛ فهذه الجلسات تُعطي شعورًا كبيرة بالرغبة في مشاركة الطعام ، والشراب في هذه التجمعات .
يرتبط الطعام دائمًا بالتجمعات حتى في حالة عدم الشعور بالجوع ؛ فهي عادة أصيلة للبشر ، هي التجمع حول الطعام .
في هذه الحالة يجب أن يكون لدى الإنسان وعيًا إلى نسبة كبيرة حول حاجة جسمه الطبيعية في تناول الطعام ، والتحكم في مقدار الطعام .
هذا بالإضافة إلى أنه ليس من الضرورة في حالة الجوع الاجتماعي أن يلجأ الفرد لحساب السعرات الحرارية ، ولكن يُمكن تجربة النكهات الجديدة ، وأيضًا لا يجب الإفراط في تناول الطعام في هذه الحالة .
" الجوع العاطفي "
هذه الحالة من الجوع النفسي هي حالة معقدة جدًا ؛ حيث يقع الفرد في هذه الحالة في بعض الأوقات التي يمر بها بحالة من الحزن ، أو الفراغ ، أو يوم متعب في العمل ، أو المرور بحالة من الشجار مع أحد الأشخاص الأعزاء ، وما إلى ذلك .
الأمر الذي يدفع الشخص إلى تناول أنواع الطعام اللذيذة المفضلة لديه ؛ بهدف التخلص من هذا الشعور الداخلي الذي يشعر به ، تكمن المشكلة الأكبر أن الدماغ يطلب تعويضًا كبيرًا في هذه الحالة من الأطعمة التي تحتوي على السكريات ، الدهون .
وعلى هذا يُفكر الفرد في جميع الأطعمة الغنية بالشكولاتة والزبدة ، أو الكعك ، وما إلى ذلك من هذه الوجبات.
فالجوع العاطفي يُمكن أن يُحدث للفرد علاقة خاطئة مع الطعام ، وعاداته ، والأفضل أن يُحاول الفرد في التحكم في هذه الحالات التي يُمكن أن تُسبب له ضررًا كبيرًا ؛ فلن تنهي المشاعر السلبية والمشاكل بتناول الطعام .
تعليقات
إرسال تعليق